يمثّل المساق نافذة إلى المجالات المركزية للاشتغال والبحث في علم النفس. سيتمّ اختبار مجالات معرفية بحثية في علم النفس، سنتناول بشكل تمهيدي، نظريات لأشخاص وتيارات مركزية في التوجّه السيكودينامي، إلى جانب تيارات معاصرة. نهتمّ في آليات الحماية ونتعرّف على عوالم علم النفس الاجتماعي، علم النفس الجسدي، المفهوم، التعلّم، الذاكرة وعلم النفس التطوريّ.
سنتعرّف في المساق على مصطلحات أساسية في علم النفس التحليليّ المتعلق بالنفس وفي الوضعية العلاجية، بشكل متعمّق، من خلال بحث العلاقة بين هذه المصطلحات وعالم التصوير. سنؤسس البنية التحتية الاصطلاحية لدمج التصوير والعمل مع الصور، في العمليات العاطفية والعلاج النفسيّ. يستند المساق على قراءة نصوص نظرية وطبية، التي تتناول العلاج النفسي، والعلاقة بين عالم العلاج وبين التصوير والفنّ البصريّ.
سنتعرّف على العلاج بالضوء، كأداة تشجّع على النمو النفسيّ والتغيير العلاجيّ. سنتناول العلاقات بين التصوير والعلاج، ونختبر كيفية العمل بالعلاج بالضوء وفقا للشريحة السكانية، نوع التشخيص، الأهداف ومراحل العلاج. من بين المواضيع التي ستدرّس: التصوير كوسيلة إسقاطيّة، الألبوم العائلي في العلاج، النقل والنقل المضاد في الحوار التصويري، التصوير كتعبير عن الجزء “الذاتي”، وغيرها من المواضيع. سيتمّ التعليم بواسطة الحوار وتحليل مادة نظرية، وحالات علاجية من الميدان، مع دمج التدرّب على التمارين من مجال العلاج بالضوء.
هدف السمينار هو اللقاء الأوليّ بين الطالب ومكان العلاج. ستشمل اللقاءات الأسبوعية المشاهدة الفعلية، التدرّب وعملية المعالجة بواسطة العلاج بالضوء. يمكن للطلاب مشاهدة العمل العلاجي والتدرّب عليه، من النظرية إلى التطبيق، مناقشة وتحليل لمركباته، وتجربة خلق التواصل الأوليّ مع المتعالِجين.
يطمح المساق إلى انكشاف الطلاب على تطوّر التفكير النفسي التحليلي، فيما يخص تقديم العلاج النفسي. المساق مبني على أساس أنالوجي بين عالم العلاج وعالم التصوير، ومواصفاته، حيث يبحث شخص ما التوجه لشخص آخر: المصوّر يبحث عن التصوير، المعالِج يبحث عن شيء آخر. كما يمتلك المصوّر عدسات مختلفة تساعده في تصوير الشخص الآخر بطرق مختلفة، هكذا تطوّر التفكير النفسي التحليليّ طيلة القرن الـ -20، وتمّ التشديد على زوايا نظر مختلفة في تجسيد عمل المعالِج مع المتعالج. للمصوّر شخصيته الخاصة المختلفة عن شخصية مصوّر آخر، وهكذا للمعالِج شخصيته الخاصة، مع نزعات مختلفة من معالِج لآخر، فيما يتعلق بالإيجابية – السلبية، وثقافة موطنه، وغيرها من الأمور. مثلا، توجّه فرويد يختلف عن توجّه ممثّل التيّار العلائقي التي تطورّ منذ نهاية القرن الـ -20 هدف المساق هو إتاحة المجال للطلاب للتمّكن من النظرية النفسية التحليلية، وفي المراحل المهمّة في تطوّر هذه النظرية، على امتداد القرن الأخير.
ورشة مبينة من لقاءات تطبيق مع المادة التصويرية ودمجها مع موادّ ووسائط أخرى. سيرورة العمل في الورشة، مبنية من متسلسلات تؤدي إلى سيرورة كاملة. سينكشف الطلاب المشاركون على مصوّرين وفنّانين المهتمين في مجال التصوير المعالج، وسيطوّرون لغة شخصية خاصة بهم. سيتمّ ربط المحتويات العملية في الصفّ مع المحتويات الشخصية والذاتية، بواسطة إرشاد جماعي وشخصي.
يهدف المساق إلى تطوير حوار تصويريّ للطلاب مع ألبوم العائلة، من خلال الاهتمام في مواضيع الهوية الشخصية والذاكرة.
استخدام فيديو ينطوي على دلالة مثيرة من دمج الفنون. المقطع التصويري قادر على بعث الحياة في التصوّر الصامت، أن يبثّ فيه صوتا، نصّا، حركة وفعلا، وأن يأخذنا في مشاهد عاطفية بين الخارج والداخل، بين الحقيقة والزيف، بين الجلي والخفيّ. سينكشف الطلاب في المساق على تقنيات علاجية مختلفة بواسطة الفيديو (التوثيق، الدائرة المغلقة، المعروضات، وغيرها). التعليم تجريبي وفيه اهتمام بالجانب النظري.
سيتمحور المساق حول النظرة الخارجية والنظرة الداخلية، القريب والبعيد. سيشتمل المساق على تطبيقات متنوعة، بواسطة التصوير كأداة للتعبير العاطفي، والبحث عن النظرة والقصة والشخصية. سنطبق دمج التصوير مع وسائل فنية متنوّعة، مثل الكتابة، الرسم، كولاج والنحت، بهدف ترسيخ التجربة العاطفية والتعبير الشخصي. سنتعرّف، خلال الفصل، على مصوّرين تتصل أعمالهم بالمساق، وسيرافق ملف التطبيقات هذه العمليةَ وسيُستخدَم في المهمّة النهائية.
كما هو الحال بالنسبة لكلّ لغة، كذلك للتصوير هناك تعبير خاص، والذي يمكن من خلاله تفكيك الواقع وإعادة تركيبه من جديد، التعرّف وفهم العالم الداخلي والخارجي، الجليّ والخفيّ. التعبير التصويري بسيط، لكن يمكن أن نؤلف منه عالما بأسره. يمكن من خلال عناصره المختلفة، أن نؤلف مقولات “سليمة” وجميلة جدا، لكن يمكن بعثرتها وخلق مقولات ابتكارية وثورية. يمكن من خلال لغة التصوير أن نتحدث عن الحبّ، الألم، الخوف، الضحك والجمال. يمكن الاحتجاج، الغضب، وإثارة التفكير. يمكن إثارة الشكّ أو الإثبات. سنلتفت في هذا المساق لمركّبات اللغة التصويرية، من خلال الدمج العملي والوجاهي، وسنحاول أن نجد المسار الصحيح الذي يناسبنا من مركّبات التعبير التصويري.
يطمح المساق إلى التفكّر في الحالة العلاجية، كملتقى بين الإنساني وبين الثقافيّ، والعمل على بناء موقف تصويري وعلاجيّ حسّاس بصفة عامة، وحسّاس ثقافيا بصورة خاصة. سيتعمّق المساق في جوانب القرب والبعد، ويختبر على المستوى النظري والعملي مصطلحات واستعارات، مثل: الآخر، مجال الرؤية، الاغتراب، الآخر والغيرية، الحدّ، النهاية والمرفأ البيتي. سنهتمّ بكيفية عرض هذه المصطلحات في أعمال المنتجين في ميادين التصوير والفن، وكيف بإمكانها إضاءة عالم العلاج والعلاقة ما بين المعالِج والمتعالِج، كذلك بين المصوّر وعلمية التصوير والموضوع التصويري.